Friday, December 01, 2006

لـــــن يبقى بلــــدٌ... لتـــركبــــوه


جورج ناصيف
الجمعة 1 كانون الأول (ديسمبر) 2006
لا معنى للكلام السياسي اليوم.

لا معنى للشعارات، للصراع الكلامي، للنقاش الدستوري، للسفسطة بين اكثرية واقلية، للتظاهرات، للاضرابات ليوم او يومين او لساعة او ساعتين، للانتخابات الطالبية، لتعليق الصور او نزعها، لقطع الطرقات، للاستقالة من مجلس النواب، لمحاصرة بعبدا او السرايا الحكومية...

لا معنى سوى لايقاف هذا الجنون الذي سيحوّل البلد مقبرة مفتوحة. الكل يحذّر، ملوكاً ورؤساء وقادة عرباً واوروبيين: انتم على مشارف حرب أهلية. فتوقفوا عن الانزلاق. أوقفوا هذه الشاحنة المندفعة نحو الهاوية.

هناك قرار بتدمير البلد او اخضاعه، فلا تكونوا مجرد ادوات للموت ايها اللبنانيون المغفلون. لا تذهبوا نحو الانتحار ذهاب البلهاء، حاسبين انكم تجاهدون من اجل المشاركة السياسية او الثلث المعطل. لن يبقى بلد ولا حكومة لتعطلوا فيه شيئا. لن تبقى طائفة الا طائفة العميان والكسحاء واليتامى والارامل والمشوهين والمبتوري الاعضاء.

لن يبقى زعيم سوى عزرائيل زعيما عليكم جميعا. انظروا حولكم. إفتحوا ابصاركم وعقولكم وتعلموا من تجربتكم اولا، ثم من دروس سواكم.

ستعودون الى العصر الحجري، لو تقاتلتم. لن تبقى طرقات ولا طائرات ولا موانىء ولا كهرباء ولا مدارس ولا مستشفيات...

ايتها القبائل اللعينة، إعقلي.

ايها المهتاجون، ناموا مع نسائكم، خير لكم من ان تضاجعوا بلادا بأسرها، فتنجبون العفاريت.

ايتها المحطات التلفزيونية المسمومة، إخرسي. اربطي لسانك واخبارك وتحليلاتك وبرامجك. واصرفي خصوصا مذيعيك ومذيعاتك الذين يعتاشون على الخراب. على المقدمات اللئيمة، والوسخة، على الوجوه المصنوعة من فحم اسود. على الاسئلة مثل الخناجر والدبابير. ايها الزعماء، لن يبقى بلد لتقبضوا فيه من السفارات او تتلقوا الاوامر بالتظاهر. لتخطبوا فيه على المنابر امام قطعانكم الشاردة.

لن يبقى بلد لتسرقوه أو تمتصوا خيراته. ولن تكونوا زعماء في اي مكان آخر. جلّ ما ينتظركم هو الموت او النفي او السجن او اللجوء السياسي الى السفارات.

ليس من شعب اهبل من شعبنا لتركبوا على اكتاف ابنائه وتلوثوا رؤوسهم. انتم زعماء على هذا المربع من عشرة آلاف كلم 2، فقط.

•••

في جميع التظاهرات، يتردد هتاف: بالروح والدم، نفديك يا... هل هتف واحد مرة: بالروح والدم افديكم يا ابنائي، حتى تكبروا، حتى تتعلموا، حتى تؤسسوا عائلات، حتى تجدوا عملا، حتى تسافروا وتجولوا في العالم، حتى تبتهجوا بالحياة؟

تبقى كلمة مودة الى احبائنا في "حزب الله": الحل والربط عندكم اولاً. انتم قادرون على وقف هذا الكرنفال الدموي. انتم قادرون على احياء لبنان من جديد.

فباسم جهادكم الكبير، ارتفعوا فوق السياسة، وعودوا الى الحكومة، حتى لا تنفجر صواعق القنابل من كل صوب.

لقد افتديتم الوطن بأغلى الشباب.

افتدوه، مرة اخرى.