Peaceful Lebanon- Threat to Israel and Syria?
I was both surprised and happy to read Ghassan Tueini's editorial in today's Annahar daily. For those who can't read Arabic, he is advising the Lebanese not to offer any advise, comments or even opinions to the Syrian regime about dealing with the UN and the Hariri murder investigation, especially after Bashar Assad's speech. He then describes how the Syrian interests and the Israeli's are converging in Lebanon and its de-stabilization. While the Syrians-and as it is clear from Assad's speech- need a non-stable Lebanon to keep the conflict outside the Syrian borders, and to prove the need for Syrian hegemony over the small neighbor, the Israelis view a peaceful Lebanon as a threat to their system and ideology which is based on religious homogeneity. This therefore is the biggest threat, because as it seems, a peaceful Lebanon represents a problem for Syria AND Israel.
First, I am surprised because Gh. Tueini was honest and brave enough to say what he said about the Syrians, which is something he has been doing more often after Samir Kassir's assasination. And second, I am glad, because although one might disagree with his opinion, Tueini's point of view is very interesting and needs to be taken into consideration when looking at the current situation in the region. One might argue that the Israelis would want to wait till after a regime change in Syria takes place before trying to mess up the situation in Lebanon, and would not want to anger the Americans who need to succeed at the Lebanese front so badly to save some face with all the trouble in Iraq.
Here is the article in arabic:
لبنان السلام العدو الحقيقي لاسرائيل
الرد اللبناني الأكثر بلاغة وعقلانية على خطبة "الرئيس بشار" التحريضية الانتحارية (الاستشهادية؟) هو الموقف الذي التزمه الرئيس السنيورة. وترجمته، في البعد المستقبلي، ألا نحاول التدخل في الموقف الذي ستتخذه دمشق من التعاون مع التحقيق الدولي. ونذهب الى أبعد، فننصح بالاكتفاء بالحد الذي بلغته التعليقات والتفسيرات للخيار السوري، والى أين قرر الرئيس الأسد الذهاب وماذا ينتظر، وماذا يريد؟ هل هو "الرهان الأخير" أم "التحدي الاخير"؟
هذا الأمر يجب ان نترك للرئيس الأسد ونظامه حرية تقريره من غير ان يكون لنا في ذلك او من ذلك رأي أو توجه او توصية أو خصوصا نصيحة...
والرئيس الأسد أدرى بالذي يريد، وقد أغدق على اللبنانيين من الصفات والأوصاف قدراً يكفي لردعهم عن التورّط أو التنطّح.
أمر واحد نريد ان نقوله – في هذا الإطار بالذات – هو اننا نشكر للوزير الشرع الذي كانت جلسته في مجلس الأمن تذكّر القدامى منا بما كان ينتهجه وزير الخارجية السوفياتي في "أعرق" أيام الحرب الباردة الرفيق مولوتوف... الا انه لم يكن خلف الوزير السوري شبح ستالين يهدد به، فذهبت عباراته الستالينية سدى!... ومع ذلك نريد ان نشكر حرصه على ألا ينقسم لبنان لو جاء الضباط السوريون المشتبه فيهم الى المونتييردي ليجري معهم التحقيق هنا. نحن من رأيه... أي اننا في غنى حتى عن اختبار وحدتنا حيال ذلك، فضلاً عن الدخول في تجربة أمنية قال الرئيس الأسد سلفاً انه لن يساعدنا على تجاوزها بسلام... فشكراً مالنكوف وستالين الصغير...
ويجب خصوصاً ألا نتدخل في المفاضلة بين القاهرة وقبرص وسواهما. هذا الأمر لا يعنينا، همّنا الوحيد ان يجري التحقيق حيث لن يسع أحد ان يطعن فيه، وان ترتاح اللجنة الى ظروفه والقواعد. وبعد ذلك، نرى.
* * *
في هذا المقام، اليوم، نريد ان ندخل مع الرئيس الأسد الابن في محاولة تحليل مشترك للبنان الذي "اسرأل" نصف سكانه على الأقل وخوَّنهم الخ... كما لم يفعل والده مرة من قبل !
ننطلق من الواقع: مساء اليوم الذي القى فيه خطبته التاريخية اياها، كيف تصرفت اسرائيل؟
كثّفت طيرانها المروحي فوق الجنوب. فهل فعلت ذلك لحماية "عملائها" اللبنانيين؟... وهل كانت زوارقها الحربية التي قاربت الشاطئ اللبناني بين صور وصيدا ستقوم بعملية الانزال التي جرى رصدها، ثم منَعَها التدخل الدولي السريع والحاسم... هل كانت هذه العملية، لو تمّت، تحمي الحكومة اللبنانية أو اللبنانيين الذين يسكنون اللبنان القاعدة للتآمر على سوريا؟
لو أنعمت دمشق وجهابذة محلليها الاستراتيجيين – على عقائديتهم – النظر في الأمر لتبيّن لهم ان الهدف الاسرائيلي كان سيكون في ابسط الحالات، افتعال الفتنة التي لم تتمكن الخطبة من افتعالها. ووفق الاستراتيجية الاسرائيلية "المركّبة الأبعاد"، كان الانزال العدائي سيستثير بالذات المواقع الفلسطينية الموجودة هناك خارج المخيمات، وبالذات جماعة جبريل المتمركزين في النفق في ضاحية الدامور والناعمة، على نحوٍ يراد منه التدليل على ان "خطر العدوان" الاسرائيلي لا يزال قائماً، فيتبرر وجود السلاح هناك، والسلاح الفلسطيني عموماً للدفاع عن النفس، فضلاً عن الحاجة الى سلاح "حزب الله"... فهل هذا ما يتلاءم مع تطبيق القرار 1959، أم هو حجة مصطنعة لمنع حتى مجرد الاستمرار في محاولة تطبيقه؟
* * *
معاذ الله ان نكون نتهم دمشق بخدمة اسرائيل... انما العكس هو الحاصل، لا تواطؤاً بين الدولتين، بل استمراراً من تل أبيب في تطبيق النظرية الاسرائيلية المعروفة باسم "استراتيجية اللعبة المفتوحة" open-game strategy والتي أشرنا الى اعتماد اسرائيل لها، وهي مستمدة من "التلاقي الموضوعي" للمصلحتين وخدمة هذا التلاقي من دون تنسيق معلن، بل بمراكمة الخطوات من الجانبين التي تؤدي الى الهدف ذاته الذي يتمناه العدوّان. وبوضوح أكثر: سوريا تريد، وقد أعلن ذلك رئيسها، خلق اضطرابات في لبنان تُضعف حكمه الذي نعتته بأبشع الأوصاف... وهذا بالذات ما تريده اسرائيل باستمرار، لأن استقرار الكيان اللبناني ونجاح تجربته التاريخية الفذّة كموئل التعايش الدستوري بين "العائلات الروحية" (وهي نقيض القبائل الطائفية وخصوصاً عندما تستحيل احزاباً تتنازع ملكية الله فضلاً عن الانتساب اليه بالضد يقارع الضد، ولا "يظهر محاسنه"، أي بالعنف مروراً بالارهاب الفكري وصولاً الى ... الارهاب الجسدي والجماعي)...
استقرار الكيان اللبناني الحواري هو، لا جمهورية التطرّف الاسلامية، الوسيلة المنطقية لالغاء الصهيونية من الخريطة العقائدية والقومية، ومعها الارهاب الذي استحدثته لانشاء دولتها "العبرية" (التي ساقبت انشاء باكستان كدولة اسلامية) فاذا بالارهاب العربي – الاسلامي الذي نشأ لمحاربة اسرائيل يجيء خيال تقليدٍٍ دون الأصل الصهيوني فاعلية، باستثناء التخريب الذاتي الذي بلغنا نحن قمته، في حين تحاشاه الارهاب الاسرائيلي حتى في الحالات التي قتل فيها، كما في السينما اليهودية في مصر، يهوداً لافتعال حالات مصطنعة من "الأنتي – سامية" يوظّفها في استدرار العطف الدولي... وصولاً الى الاتفاقات السرية بين الصهيونية وتوأمتها النازية – الفاشية، وهي اتفاقات لم ينكشف أمرها الا بعد انهيار المانيا الهتلرية.
وغني عن التكرار ان اسرائيل افتعلت "حرب السنتين" ثم "حرب الجبل" واستدرجت سوريا الى خوضهما، بشهادة مذكرات القادة الاسرائيليين (وأبرزهم شارون) ومذكرات هنري كيسينجر (لمن يقرأ دقائق المطوّلات) وصولاً الى مذكرات الرفيق جورج حاوي التي اعترف فيها، بقلب متحرّق، كيف ان اسرائيل بدهائها ومكرها كانت "تدوزن" حروبنا بعضنا على البعض وانتصاراتنا والهزائم، لبنانياً وفلسطينياً وسورياً بل وعربياً – عربياً... ونحن عن ذلك كله غافلون، نفرح بالحروب والسلاح كما الاطفال بالدمى!!! وقد سبق ان استشهدنا حرفياً بنص كلام جورج حاوي في مقالنا الافتتاحي من اسبوعين.
وإن ننسَ فلا ننسى أن التفوق اللبناني، في المحيط الشرقي برمّته، هو في "ثقافة السلام" الخلاّقة، وليدة التعايش التعددي، وتعددية المناهل الفكرية والآفاق الاستشرافية. بينما الدول العربية الاخرى تحوّلها عقائديتها التوتاليتارية نسخاً اسلامية مشوّهة للدولة العبرية.
* * *
الى أين من هنا؟
حبذا لو كان لا يزال في وسعنا ان نستمر نحلم بأن يكون "الحكم السوري" يوماً وريث زنوبيا بدل ان يحوّل عاصمتها سجناً صغيراً عاصفاً ضمن "السجن العربي الكبير"، بل مركز "مقابر جماعية" اكتشفنا اخيراً ان التمثل بها انتقل الى ملاعب وزارة الدفاع اللبنانية، في عهدة قيادة او قيادتين لم "تشتلق" الى ذلك الا بعدما اكتشف الاعلام ("المقيت") الجريمة الانسانية البشعة! فأين للجيوش التي تتعهد "المقابر الجماعية" بدءاً بجيش صدام، من متابعة الاحلام التحريرية العظام... ساعة تتحول كما في "دمشق – الشام" (على وزن "طرابلس الشام"، تذكرون؟) فيالق أمنية تتهمنا بالعمالة، بينما هي غارقة، منذ زمن رفعت الأسد، في حروب الحراسات "القنصلية" (على طريقة زمن الانحطاط الروماني التي نقلت سوريا عدواها الى الحراسة الجمهورية في لبنانٍ كان قد بدأ يصير غير موجود، فكيف يحتاج الى كل هذه الحراسات ولا تلتهي عن الحراسات بالتآمر؟) وبينما اسرائيل (التي لا نطلق عليها طلقة واحدة الا عندما تجتاح لبنان) تعسكر على بعد كيلومترات من دمشق العاصمة وتحرس مواكب تصدير المنتجات الجولانية معلبة اسرائيلياً في ارضٍ نسينا انها برسم التحرير وضللنا الطريق اليها، كما ضللنا مراراً طريق التحرير الى القدس ولا نزال نظنها تمر في كهوف الارهاب الذي نفرض "موضعته" على لبنان، ساحلاً وبقاعاً وجبلاً و... عاصمة!
معليش. لا نريد ان نشغل الرئيس البشار الآن بأي شيء يلهيه عن حربه "القضائية" على لجنة ميليس. ونكرر دعوتنا للبنانيين الى عدم التدخل، حتى ولا بابداء رأي، ولا حتى بالظن او ارتكاب خطيئة فكر...
حاشية: المؤرخ الفرنسي، عضو الأكاديمية الفرنسية ألان دوكو الذي يزور الآن بيروت قال لبعض من تحدث اليهم في معرض الكتاب الفرنسي انه لا يستغرب النهضة اللبنانية التي يراها لأنه، عندما زار لبنان كوزير للفرنكوفونية، مبعوثاً من الرئيس الاشتراكي ميتران، لخّص تقريره عن مشاهداته بأن البلد الذي كان يعيد تعمير مدائنه بينما كانت الحروب ("حروب الآخرين") مستمرة في هدمها هو بلد، بل شعب يرفض الموت ولن يزول... فاطمئني بالاً يا اسرائيل التي عجزت عن احتلال بيروت، واطمئني بالقدر ذاته يا... سوريا، أياً يكن الأسد الذي يحكمك.
<< Home